مستقبل العقل   لمشيو كاكو  -     413 صفحة

اختصار / عادل بن مليح

( للجميع الحق في إرساله لأي جهة دون حذف اسمي )

( ما خُطّ بالأحمر اجتهادا مني قد أخطئ وقد أصيب )

( هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ )


أهم ما في هذا الكتاب ( مستقبل العقل )

- ابحاث دقيقة وخطيرة داخل المخ .
- بدأت تتضح الروابط أكثر بين المخ وتحكمه في كل أجزاء الجسد ,
- بدأت تجارب علاجية مذهلة داخل المخ لكثير من الأمراض وخاصة النفسية والحركية . مثل الزهايمر والباركنسون والوسواس القهري والانفصام والكثير غيرها .
- بدأت تجارب حقيقية ومذهلة عن قدرة الدماغ على التعامل الإيحائي عن بعد في بعض التجارب المبدئية , خطورة السيطرة عن بعد .
- بدأت تجارب فعلية لتصوير الأحلام صوت وصورة .
- بدأت تجارب فعلية ومعرفة جزئية لمناطق الرؤية الدينية ومناطق الاعتقاد الديني .
- بدأت تجارب مبدئية لتحميل شريحة تحتوي على طاقة معينة من المخ ومن أجزاء معينة منه خارج المخ ومن ثم عودتها بما حملته من معلومات خارجية للمخ أو لجهاز كمبيوتر خاص ( اكتشاف المجرات مستقبلا عن طريق سفر شريحة معينة مأخوذة من المخ ) ,  ومن يتابع جيدا يعرف أن العائق هنا ليس فيزيائي أو معلوماتي بل هندسي .
- بدأ العلماء التعرف أكثر على الكثير من مناطق المخ وعلاقتها ببعضها البعض , وكيف تتم عملية إدخال المعلومات  وترتيبها والتعامل معها وتداولها بين أجزاء المخ ومن ثم تأثيرها على بقية الجسم .
- اكتشاف أن نصفي المخ كل يعمل بمفرده بمعزل عن الأخر وتتم تبادل معلومات وبعض الأمور المشتركة بينهم احيانا .
- في المستقبل سيتطور( الذكاء الصنعي ) وقد ( بدأت تجارب أولية ) سيتم نوع من تحميل طاقة عقلية بشكل ما للروبوتات ( الإنسالي ) ليكون قريبا من محاكاة البشر خاصة في الأمور العاطفية والتعامل النفسي والتحكم بتلك المشاعر ( إنتاج روبوتات تعتني بالأطفال وكبار السن ليل نهار دون نوم أو تعب أو تذمر وبكل عاطفة وحب وصبر .
- اعتراض الأخلاقيات على هذه التجارب موجودة وحقيقية وناقشها العلماء مع تجاربهم ,فتطور (الإنساليات) ربما يصاحبه استغلال
خطر وإجرامي, مثل برمجتها للقتل وخاصة بعد صناعة إنساليات بحجم الحشرات الطائرة تقوم بالبحث عن شخص معين عن طريق  بصمة يده أو بصمة عينه وتقتله في أي مكان وأي زمان حتى وهو على سريره في منزله وتمت تجارب في منتهى الدقة والنجاح وأشهر قصة حديثة عن ذلك الحمامة التي يقال أن بوتين أشار إليها بكف يده لتتعرف على بصمته وتمارس دور الحماية عن طريق نقل صور قريبة وسريعة لمركز الأمن الروسي , وأنا شخصيا رأيتها في اليوتيوب ( بغض النظر عن صحتها من عدمه ) .
- موضوع الإنساليات العاطفية من الناحية الأخلاقية ( الروبوت ) معقد ومدهش ومفصل في هذا الكتاب , وخاصة إمكانية تحرر  الإنساليات من قيود البشر وتكوين عالم خاص بها بعد طفرات في التطور العلمي في صناعتها ( تماما كما نشاهد في افلام الخيال  العلمي  .
-  كمثال  ,,, قام العلماء بالخطوات الأولى لخلق إنسالي يمتلك الوعي الذاتي ( في جامعة ميجي)  و هي مهمة صعبة، لكنهم يعتقدون أن في استطاعتهم تحقيق ذلك بخلق  إنساليات بنظرية العقل  ,,, وتبدأ من الصفحة 263.
- تعتبر اليابان رائدة العالم اليوم في استخدام الإنساليات وأصبح طبيعيا انتشارها في المنازل والمجمعات التجارية والمصانع وما زالت تتطور وتتوسع في صناعتها واستخدامها داخل المجتمع .
- من أهم استخدامات الإنساليات الحديثة وبرمجتها تعويض الأطراف المفقودة  للإنسان العادي ومحاكاتها قدر الإمكان للحقيقية , وحتى داخل الجسم أو الدماغ مثل فقد البصر والسمع والشم والكلام ,وقد قامت جامعة جنوب كالفورنيا بتجارب كبيرة في زرع شبكية  وشرائح في العين والدماغ وكاميرا على النظارات لنقل صورة واضحة للمخ يرى بواسطتها الأعمى صور تقريبية للأشياء .

    ما هي   ( الهندسة العكسية للدماغ )
   اجتهاد من كاتب التلخيص  ( البحث في مكونات الدماغ الأساسية متناهية الصغر
    " العصبونات"  بدل البحث في الدماغ  ككل ابتداء من الخارج )

- في عام 2013 ظهر مشروعان جباران أحدهما يسمى ( برين ) وأعلن عنه الرئيس الأمريكي براك اوباما , وهو مشروع يتركز على اكتشاف أسرار الدماغ للتعامل مع الكثير كما قلنا من الأمراض مثل الزهايمر والباركنسون والفصام وفقدان الذاكرة .
- والمشروع الثاني أعلنت عنه المفوضية الأوربية هو مشروع ( الدماغ البشري ) لخلق تمثيل حاسوبي للدماغ البشري , ورغم المبالغ الكبيرة المرصدة للمشروعين وفتح أفاق جديدة في اكتشاف المخ إلى أنهم لم يخفوا فوائده الاقتصادية مستقبلا .
- سيكون البحث مبدئيا ولمدة قد تصل لــ15 سنة على ذبابة الفاكهة والفئران ثم القرود وأخيرا الإنسان .
 - من أهم تساؤلات العلماء التي طرحها العلماء هل ستتمخض هذه النتائج عن قدرة العلماء على الاحتفاظ بالوعي خارج الجسم؟ 
  بمعنى أخر هل يمكن الاحتفاظ بالدماغ مخلدا حتى بعد وفات الجسم ؟  وجهة نظري الخاصة المقصود ( الاحتفاظ بكل شيفرات الإنسان العضوية والنفسية وملفات الصور واللون والرائحة والأحداث والعواطف التي عاشها في شريحة معينة بعد وفاته أي يمكن استنساخه بالكامل وكأنه خلق من  جديد وتزرع تلك الرقاقة في جسم أخر ربما لشخص مريض نفسيا وميئوس منه بعد محو مخه بالكامل وزرع ذلك المخ بدلا عنه ) .
- لندرك أهمية تدخل الحكومات في هذه الأبحاث وما ينتج عنها مستقبلا أنها ترصد المليارات لتتبناها و لتطورها , فهي مستقبلا مفتاح القوة الاقتصادية والعسكرية ومفتاح السيطرة على العالم ( وخاصة الشعوب التي لا تعلم وين الله حاطها ) .
- وأيضا لتوضيح صعوبة الموضوع وضخامته وتعقيده يكفي أن نعرف أن دماغ الإنسان مكون من ( مائة مليار عصبون , أي بعدد النجوم في درب التبانة , وكلها متصلة مع بعضها البعض , واحتمال أن عدد الاتصالات بين العصابين تفوق 10 ملايين مليار اتصال )
- وحتى لا يعتقد البعض أن هذه مجرد أحلام وخيالات فقد استطاع العلماء فعلا فك عصابين المخ لدودة اسمها ( نيماتود ) , ولها فقط 302 عصبونا و ( 7000 ) شبكة وقد استطاع العلماء فكجهازها العصبي بالكامل واكتشافه , وهي أشبه بالنسبة  للمحاولة مع البشر ( طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ) .
- لكم أن تتصوروا أن بعض الكمبيوترات التي تستخدم للمشروع تحتوي على ( 147456) معالجا ( كمبيوتر لوجين ) وكمبيوترك الشخصي يحتوي على معالج واحد فقط  .
 - وبهذا الكمبيوتر العملاق لم يستطع العلماء تمثيل إلا ( 4.5) في المائة فقط من عصبونات دماغ الإنسان , ومازالت المحاولات مستمرة لإيجاد كمبيوترات أقوى لتمثيل أجزاء أكبر مستقبلا .
 - لو قرأت وصف المؤلف عند دخوله لغرفة الكمبيوتر (بلوجين) ستعرف أنك في عالم أخر لن تستطيع إدراكه أبدا .
 - العجيب أن هذا الكمبيوتر الخرافي بحجمه وتعقيداته وحاجته لطاقة تكفي مدينة صغيرة لا يستطيع مجاراة دماغ بشري يزن كيلو ونصف !!!!
 - حاليا يدرك العلماء أن تمثيل مخ إنسان كامل يحتاج آلاف الكمبيوترات مثل بلوجين ومحطة طاقة نووية كبيرة تنتج 1000ميغاوات ,  ومساحة مدينة صغيرة
- يأمل العلماء خلال 20 سنة فك شفرة دماغ ذبابة الفاكهة وربما بعد 100 عام يأملون بفك شفرة الدماغ البشري . لها , ويحتاج لمجرى نهر لتبريد داراته !!! بينما يحتاج الدماغ البشري لـ 20 واط فقط ليقوم بعمله !!!!

- يأمل العلماء خلال 20 سنة فك شفرة دماغ ذبابة الفاكهة وربما بعد 100 عام يأملون بفك شفرة الدماغ البشري .
- تتسابق البحوث تارة حول المخ وأسرع الطرق لاكتشاف عصبوناته وبين تطور الكمبيوترات وتحسين قوتها لتواكب تلك البحوث وتسرع عمليات الاكتشاف .
- وهناك ثلاث طرق تعتمدها كل جهة سواء في أمريكا أو أوربا لطريقة اكتشاف الدماغ ,
   وهي باختصار:
1- تحليل الدماغ باستخدام تمثيلات حاسوبية .
2- تحديد الممرات العصبية كلها .
3- ( خريطة دماغ إلن ) إنشاء خريطة أو أطلس لدماغ فأر وتحديد الجينات المسؤولة عن تشكيل الدماغ , ( للتشابه الكبير بين جينات الإنسان والفأر ) ثم بدأ العمل على (مشروع أطلس ألن)  للدماغ البشري بعدها مباشرة .
- أهم مشاكل الهندسة العكسية للدماغ , أنها تحتاج لعقود من العمل الشاق ولكنهم مصرون على المضي قدما فيها .
- تجربة الخروج من الجسد .

    من ( اجتهادي )هي تجارب تندرج تحت ما يسمى ( الإسقاط النجمي ) ولكنها في الحقيقة موجودة في حضارات وثقافات قديمة جدة وحولها كلام كثير بعضه علمي وبعضه وجداني , وبعضنا يعرف كلام الصوفية في هذا المجال من كونهم يتجولون بأرواحهم دون أجسادهم , وفي هذا الكتاب يتناولها من ناحية علمية معقدة وغريبة , ومن ناحية أخرى نجد في التاريخ بعض الأشخاص أعدموا لكونهم يمرون بحالات غريبة فُسرت على أنها سحر وهي علميا خلل يصيب بعض مناطق المخ  .

-  هناك تجارب لهذه الحالة ( الإسقاط النجمي أو الخروج من الجسد ) أجريت على 13000 أوربي أدعى 5.8 في المائة أنهم مروا بهذه التجربة , وادعى علماء الأعصاب في سويسرا من تحديد المنطقة المسؤولة عن الشعور بالخروج من الجسد في الدماغ , وهي بين الفص الصدغي والفص الجداري , وقد أجريت تجربة على امرأة بعد تحفيز المنطقتين بواسطة أقطاب كهربائية وشعرت فعلا بخروجها من جسدها بل وادعت أنها ترى جسدها من الأعلى فوق السرير , وبعد فصل الأسلاك اختفى ذلك الشعور , ( وجهة نظري ) أن تلك المنطقتين عند بعض الناس تكون متأثرة بطاقة كهربائية زائدة ينتج عنها هذا الشعور , ولكن تبقى معضلة حقيقية لم يتناولها العلم ,كيف يصف بعض الناس الذين يمارسون الخروج من الجسد أشياء بعيدة عنهم وحقيقية وبدقة ؟ .
- معلومة طريفة ,, لماذا نشعر بدوار البحر وبعضنا يتقيأ من شدة الدوار ؟
لأن العين ترى جدار الغرفة في السفينة ثابت , والأذن تشعر بحركة السفينة على الأمواج فيحدث تضاد بين الثبات من العين والحركة من الأذن الداخلية , فيحدث الدوار , والحل في الخروج من الغرفة داخل السفين والنظر للأفق عند بداية الشعور بالدوار لتتطابق العين والأذن في الشعور بالحركة .
- في صفحة 229 يتناول الكتاب موضوع غريب حقا , وهي تجربة الاقتراب من الموت , حيث الكثير ممن عادوا من منتصف الطريق للموت كانت تجاربهم متشابهة غالبا من مرور بنفق ضوئي وضوء لامع في أخره .

-  هنا يجب أن أشير إلى أن من التفسيرات العلمية التي وضعها ( كارل ساغان ) ما يؤكد وجهة نظري التي أقول فيها أن مخ الإنسان يحتوي على سجلاتنا كاملة منذ الولادة (وربما قبل ذلك بكثير)  , حيث يقول هذا العالم ربما تكون تلك المشاعر ناتجة عن استعادة الشعور بمخاض الولادة , أي أن بعض ما يمر به أولئك الناس أثناء تجربة (منتصف الموت) وهذه العبارة من خيالي , هي استعادة لبعض الملفات الموجودة في المخ منذ الولادة .

- أثبت العالم الدكتور  لامبرت , بتجربة علمية في مايوكلينك على طيارين أفقدهم الوعي لثواني بطريقة تشبه حالة الطيران الفعلي والإغماء الذي يحدث لبعض الطيارين لمدة ثواني أثناء التقلبات بالطائرة أنهم رأوا النفق والضوء كما يقول أصحاب تجارب منتصف الموت , والسبب هو انقطاع الدم عن أعينهم لثواني فيرون تلك الأنفاق وهي عبارة عن طلمة تدخل العين جراء فقد الدم ثم النظر لثواني .
- مازال العلماء منقسمون حول ,, هل يمكن مستقبلا خروج الوعي خارج الجسد حقا وليس نتيجة ثانوية للدماغ نفسه ,
- هناك بعض التجارب القليلة للخروج من الجسد لا يمكن تجاهلها لغرابتها الشديدة وبعيدا عن التفسيرات العلمية التي ترد في هذا الكتاب , وهنا ليس مقام ذكرها فيه كثيرة وغريبة ( وأنا أعرف شخصيا صديق أثق به ثقة كبيرة مر بهذه التجربة بكل وضوح ويقين وتأكيد ) .
- للدكتور( راي كورزويل ) تنبؤات خطيرة عن تطور الحاسبات مستقبلا وهومن المهتمين بالتنبؤات المستقبلية  في صفحة 331  .
- من الملفت أن الدكتور كورزويل تنبأ أن قوانين الفيزياء ربما تتغير إذا كسر البشر أو الإنساليات حاجز الضوء .
-  تدور بعض الفرضيات في الكتاب عن مستقبل الإنساليات , وهل ستتفوق مستقبلا على الإنسان وتستعبده ( كما نرى في أفلام الخيال العلمي ) , ومن الذين أدلوا بدلوهم ( بيل غيتس ) مؤسس مايكروسفت , فقال " أن لا أحد سيبقى حيا ليرى ذلك " .
- من التجارب الغريبة التي قام بها العلماء زرع خلية لبقرة معينة اسمها ( بقرة جاوة ) ميتة منذ 25 سنة وتم زرع ذلك الجين في بقرة حية فولدت نفس بقرة جاوة تلك , وبدأ العلماء يتساءلون هل يمكن اجراء نفس التجربة على البشر ؟

- ( من أفكاري ) طبعا هنا نطرح تساؤل : هل سيتم في المستقبل نقل  كل ذكريات الدماغ وما فيه من ملفات كاملة للإنسان محل التجربة ؟ هذا يعني سيكون امتداد للإنسان السابق بذكرياته وعواطفه وعلاقاته الشخصية , وربما حتى علاقاته الأسرية .

- يتناول الكتاب فكرة ( الخلود ) , وهل يمكن الاحتفاظ بدماغ الإنسان كاملا داخل مجمدا في النتروجين ؟
وهي عملية مشكوك فيها حسب الكتاب لأن بلورات الجليد المتمددة سوف تمزق جدار الخلية من الداخل , كما أن موت خلايا الدماغ تُدخل شاردة الكالسيوم مما يؤدي إلى توسع خلايا الدماغ وتمزقها , وفي كلا الحالتين هذا التجميد يؤدي لموت خلايا الدماغ .
- هنا يطرح الكتاب الفرضية الثانية وهي إكمال خريطة الدماغ حتى نهايتها ثم حملها على قرص صلب , ومستقبلا يمكن تحميلها لإنسالي يمثل البشري صاحب الخريطة بكل تفاصيله أو استنساخه مرة أخرى .
- ولنتذكر مهما فعل العلماء أو تخيلوا أو نجحوا في تجاربهم تلك لن يصلوا لحد خلق مالا يوجد , ولكن التغيير والعبث فيما وُجد .

            هنا نتذكر الآية الكريمة :  

  وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه) .

- من يقرأ الكتاب سيجد فقرة بعنوان ( رجل الكهف ) ووجدت فيها (أنا شخصيا كاتب التلخيص ) رابط غريب جدا , فقد تحدثت ذات زمن مع أحدهم أن خوف الإنسان المعاصر وهو داخل منزل من الإسمنت والحديد والطوب , من الأمطار وصوت الرعد والبرق يعود لتوارثه هذا الخوف من أجداده البدائيين قديما , عندما كانوا لا يجدون سترا منها .

- ولربط موضوع ( رجل الكهف ) في الكتاب مع سياق التجارب ببساطة أن المعضلة ستكون في أن هذا الإنسالي أو البشري المستنسخ دماغه من ذكر أو أنثى , سيحتاج للتواصل العاطفي والظهور أمام الآخر ( الذكر أمام الأنثى والأنثى أمام الذكر ) , وهذا التصرف العاطفي لقد يفرض وجوده لأنه متوارث من أسلافنا ( رجال الكهوف ) .
   (  التقدم في السن )
- يتحدث الكتاب عن تقنية مستقبلية اسمها ( النانو بوت ) , وهي ألة ذرية تتجول في الدم وتلتقط الخلايا السرطانية وتصلح أعطال الشيخوخة , وتساهم في بقاء الشباب والصحة للأبد , ( وهي طريقة أخرى للخلود دون طريقة الاستنساخ أو الإنساليات ) .
- يشير الكاتب إلى نقطة مهمة جدا وهي : أن أي تجربة علمية أو خيال علمي أو نظرة مستقبلية تتسق مع قوانين الفيزياء تبقى مسألة تحقيقها مشكلة هندسية واقتصادية بحتة , وحتى لو كانت عوائق هائلة إلا أن المستقبل كفيل بحلها .

 ( نقطة في غاية الأهمية والخطورة و لمن يستوعبها ) .

- هل تتخيلوا أن العلماء في جامعة هارفارد استطاعوا أن يقفوا الضوء في مكانه , بل ويضعوه في قارورة !!!
- لمن يريد أن يعرف كيف يتابع بتركيز دقيق : ينطلق الضوء في الفراغ بسرعته المعروفة , 186282 ميلا في الثانية , وفي الفراغ يرتطم بالذرات التي تمتص جزءا منه ثم تعيد تصديره مرة أخرى , هنا يحتجز الضوء داخل الذرات لجزء من الثانية , هذا سبب تباطؤ شعاع الضوء , قام العلماء بنفس الإجراء ولكن عن طريق تبريد الغاز قريبا من الصفر المطلق هنا تتمكن ذرات الغاز المجمدة للاحتفاظ بالضوء لفترة أطول قبل إعادة تصديره مرة أخرى , وبزيادة عامل التأخير يصلون لمرحلة توقفه تماما .
- ما العلاقة بين توقف أو تجميد الضوء بالدماغ ؟
   علميا حسب التجربة السابقة يمكن تحميل مخطط الدماغ على شعاع ليزري عبر سحابات غازية ثم يتجمد شعاع الضوء الليزري وهو يحمل خريطة الدماغ ثم يعبأ في قارورة .

 ( وربما القصد أن خريطة الدماغ تحمل المعلومات التي سجلتها عن الكواكب والمجرات ثم تعبأ في قوارير وتسترد لتفريغ البيانات في حاسوب أو إنسالي معد لذلك ) .

- من المعوقات الفيزيائية لبعض تلك الأبحاث والأفكار المستقبلية كما سبق وقلنا أن العلماء ومنهم آينشتاين أكدوا على أن السفر بسرعة أكبر من الضوء مستحيل , وإطلاق شعاع ليزري يحمل خريطة دماغ ربما سيأخذ ربما مائة ألف عام ليقطع مجرة درب التبانة فقط !!! ,وقد تمتد لمليارات السنين بين بقية المجرات .
- ولكن العلماء وضعوا نظرية مستندة على بحوث لآينشتاين عن الثقوب السوداء , وخلاصة تعقيداتها المذهلة تكمن في ( إمكانية السفر بأسرع من الضوء عبر تلك الثقوب السوداء ) .
- وننوه لمن يريد على أن الثقوب السوداء تتصف بجاذبية هائلة جدا وتسحق كل ما يدخل فيها حتى النجوم , ولكن مرور شعاع ليزري مكون من طاقة تحمل خريطة دماغ بشري قد لا تتأثر بتلك الجاذبية لأنها تسحق المادة وليس الطاقة .

- بداية من صفحة 359 ينتقل الكتاب لموضوع تحت عنوان ( العقل الغريب ) ,  وهي تتمحور حول محاولات العلماء لاكتشاف سكان محتملين في الكون , ونظرا للعدد المهول للمجرات والكواكب بأعداد فلكية , فإن أغلبية العلماء يؤكدون على وجود مخلوقات على بعض تلك الكواكب , فمن غير المنطق أن توجد هذه المليارات من الكواكب ولا ونستبعد وجود مخلوقات عاقلة غيرنا .

( وكما قرأت لأحد العلماء مرة " عدم وجود مخلوقات عاقلة غيرنا في هذا الكون يعتبر هدرا هائلا لهذا الكون ) .

- توصل العلماء مبدئيا وخاصة بعد التطور الهائل في المناظير السماوية المحملة على أقمار صناعية تدور خارج الغلاف الجوي , وكذلك تتطور تقنية المقراب الراديوي , وكمثال على ذلك :
في العام 2013 أعلن علماء ناسا أعظم اكتشافاتهم باستخدام قمر( كيبلر) , كوكبان خارجيان قريبان من أن يكونا توأمين للأرض. يقعان على بعد 1200 سنة ضوئية  ,
- منذ العام 1960 بدأت المحاولات بواسطة المقراب الراديوي للبحث عن عقلاء خارج الأرض ( كما ظهرت عشرات الأفلام الخيالية عن بناء على تلك المحاولات ) ,  وحتى حاولوا عن طريق إرسال رسائل مشفرة تعبر الكون تحمل الإشارة على وجودنا للعقلاء المحتملين , ولكنها محاولات باءت للفشل ( برر العلماء المعوقات بسبب  المساحة الهائلة للكون  , وربما يتطلب وجود رد آلاف السنين للوصل إلينا .
- من الطبيعي أن ينقسم العلماء حول هذه الخطوة من حيث جهلنا لطبيعة تلك المخلوقات من حيث عدائيتها أو تطورها وريها الأخلاقي , وربما نبعث برسائل على وجودنا لأمم متعطشة لإراقة الدماء أو أمم تبحث عن كوكب بديل لتمدد حضارتها أو بسبب مشاكل بيئية يقع كوكبهم فيها أو نضوب الموارد اللازمة للحياة لديهم .

- ( وجهة نظر كاتب التلخيص  : ولكن رغبة الاكتشاف والمعرفة (ربما) لم تجعل هذه الاحتمالات عائقا أمام طموح العلماء والسياسيين ) .

- توالت المحاولات وبدأ مشروع ( فينيكس ) الذي مسح أكثر من ألف نجم بتكلفة 5 ملايين دولار ولم يحالفه الحظ , وفي العام 1999 انطلق مشروع  ( SETI@home ) , وهي أول محاولة لإشراك الجميع في البحث عن طريق السماح لمن أراد عن طريق برنامج كمبيوتري  ليتنصت على إمكانية استقبال رسائل واردة من عقلاء الفضاء إن وصلت , وقد وصل عدد المستخدمين للبرنامج 5.2 مليون شخص يشاركون العلماء في إمكانية استقبال تلك الرسائل  .

 ( ترى كم عربي بينهم ؟؟؟) .

- ( لكاتب الاختصار ) وقد دخلت على الموقع , ولكن المضحك المبكي وربما المعقول لم توضع اللغة العربية ضمن قائمة اللغات للمشتركين  بغض النظر عن أمكانية ترجمة الموقع .

- أحد العلماء وهو الدكتور سيث شوستاك , يتوقع استقبال إشارة من العقلاء في الخارج بحلول عام  2025 .

-  ( لكاتب الاختصار )  :

( تخيلوا  "بول آلن " ملياردير ماكروسفت تبرع بأكثر من 30 مليون دولار للمشروع , "هل تفكرون فيما أفكر فيه ؟؟؟ ) .

- هنا يطرح الكتاب سؤال مهم و بديهي :  إذا كان وجود حضارات عاقلة أمر بديهي فلماذا لا يحاولون هم الاتصال بنا ؟
ومن تلك الإجابات أن المسافة بيننا وبينهم كبيرة جدا , وقد يستغرق الأمر نحو 70000 سنة لتصلهم أقوى صواريخنا الأرضية للوصول فقط لأقرب النجوم إلى الأرض .

 -  ( لكاتب التلخيص ) ولكن ينبثق سؤال آخر : إذا كانت هناك حضارات في الكون فلابد أن بعضها يفوقنا بمراحل علمية كبيرة جدا , فلماذا نعتمد على التبريرات الفيزيائية حسب معرفتنا دون التبريرات الفيزيائية حسب مفهومهم ليتم هذا التواصل ؟ .

- من الفرضيات التي طُرحت , ربما تكون تلك الحضارات قد أبادت بعضها البعض في حروب نووية ؟

- ( لكاتب التلخيص ) :

 أولا : هنا يقع المؤلف في إشكاليات منها : كيف نجزم أنهم يتقاتلون بقوى نووية ونحن لم نتعرف على وجودهم ونظامهم أصلا ؟ يمكن للخيال العلمي أن يبررها .

ثانيا : إذا كانت تلك الحضارات بالنسبة للعدد الخرافي للكواكب والمجرات لماذا تقع فرضية انتهاءها بحروب معينة جميعا , فالمنطق والعقل يقول أن بعضها لم يقع تحت تلك الفرضية خاصة أن المسافات بينهم فلكية , وربما هم أيضا لم يتم التواصل بينهم وبين بعضهم كما نحن تماما .

ثالثا : من المنطق أن نقول أنه ربما وجد نوع من التنسيق والتفاهم والتعايش بين بعضهم , وربما توجد حضارات في أطراف الكون البعيدة تمتلك قدرة التواصل ولكنها تعرف المشاكل التي يحدثا الإنسان على كوكب الأرض وتراه مخلوق همجي جشع ويحب السيطرة ومغرور , لذا نأت بنفسها عن التواصل معه رغم إمكانياتها المتفوقة .

- يتحدث المؤلف عن ( الاتصال الأول ) , وأن إمكانية أن يلتقط " مراهق ما إشارة عبر ذلك البرنامج واردة جدا , ثم يفترض أن الرد عليها من جهتنا ربما يستغرق عقودا أو قرونا من الزمن , ولكنه أسقط فرضية أن يقوموا هم بتقنيات متطورة لا نعرفها بالرد سريعا لمجرد تلقيهم لرسالة منا .
- يبرر المؤلف أن عدم خوفنا من تلك الحضارات وردة فعلهم على وجودنا أو التواصل معنا يُقارن بوعي الحيوانات حولنا , إذ أننا نجهل ما يدور في عقولها رغم أن بعض ردات فعل الحيوانات تدل أن لها وعي بدرجات مختلفة .

 وربما ( من وجهة نظري ) أن ذلك غير دقيق لأسباب منطقية منها :

      - أن الحيوانات تعودت وجودنا , وتعودنا وجودها , ونحن شركاء فوق هذه  
        الأرض منذ ملايين السنيين , وألفناها وألفتنا  .
     - أن دراسة وتشريح ومراقبة سلوك هذه الحيوانات سهل بالنسبة لنا ,
     - المخلوقات العاقلة في الفضاء البعيد لا ينطبق عليها ذلك الأمر , فهي مجهولة
       تماما من حيث التشريح والتصرفات والعاطفة وربما الشكل .
    - المقارنة هنا بين شيئين لا تجانس بينهما , فأحدهما معلوم تماما والآخر مجهول
      تماما , ومن الخطأ تماما الاعتماد على أي دراسة جادة أو إسقاط أو قياس بين
     أشياء معلومة و أشياء مجهولة خاصة في أمور ربما تكون مصيرية ويُعتمد
     عليها في مسألة البقاء من عدمه , ( عدا ترك العنان للخيال في وضع تصورات    
     وحلول ) حتى يستطيع العلم تغيير المسألة .

- يعود الكاتب في موضوع ( كيف يبدون ) ليسهب في وضع الخيالات حول شكل أصحاب الحضارات البعيدة ( وهذا لا ينفي تمسكي في خطأ المقارنة بينهم وبين وعي الحيوانات كمجهول بالنسبة لنا , للأسباب التي ذكرتها سابقا .
- تأملوا هذه الجملة أو الحقيقة العلمية التي تطرق إليها الكاتب ويقول :
                 ( لذا عندما نصادف أول حضارة غريبة في الفضاء فمن المحتمل أن تكون ذات 
                                      مصدر مائي )

    هنا نجد الحقيقة القرآنية :  ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) . 

 - ربما وضع الفرضيات للحياة العاقلة تحت الجليد ( من وجهة نظري المتواضعة ) التي تناولها الكاتب تنقصها حقيقة بسيطة , وهي أنه أسقط حقيقة الحياة تحت الجليد وتعامل التكنولوجيا الحديثة بكل اختلافاتها حسب نظرياتنا الفيزيائية وبقية الحتميات البشرية , ولكنه ربما لم ينتبه إلى أن الحياة ( لو وجدت ) تحت الجليد في كواكب بعيدة وتتضمن حضارات عاقلة يمكن لها أن تهيء وتتكيف للحياة تحت الجليد بواقعها الفيزيائي وبكل نظريات الحياة العلمية والسلوكية بطريقتهم الخاصة التي لا نعرفها , ولا يجب أن نحضر الكون البعيد بملايين السنين الضوئية بما ندركه من نظريات في كل شيء ) .

      - فقرة ( الحقبة بعد البيولوجية ) .

    وضع الدكتور بول ديفيس ( حسب وجهة نظري ) تصورا مؤلما وغير عاطفي ورياضي 
   بحت لإمكانية ما ستكون عليه بعض مخلوقات الكون البعيد , وهي عبارة عن مخلوقات 
   تخلت عن أجسادها البيولوجية وتحولت إلى ( خرائط عقول متنقلة )  , ترتبط مع بعضها 
   البعض بواسطة حواسيب ضخمة , وهي صورة منفرة حول الإنسان المعروف حاليا بكل 
   سلبياته وإيجابيات , فمن المحزن أن نفقد التواصل البيولوجي الذي نعرفه ونلجأ لعواطف 
   وعلاقات ضوئية لنتخلص من سلبيات أجسادنا الصحية والعقلية ومتطلبات الجسد الكثيرة , 
   ومن وجهة نظري أنه من البشاعة جدا أن نفقد تلك الخصائص الرائعة لنتحول لشريحة 
   دماغ حتى لو برمجت بكل أنواع العواطف الحميمة .

        
- في فقرة ( ماذا يريدون منا ) , يتحدث الكاتب عن مجموعة من الاحتمالات والخيالات لما يمكن للمخلوقات الفضائية الذكية أن تريده منا في حالة التواصل , ويضع عدة سيناريوهات , أراها غير مفيدة في تلخيصي هذا .
- وفي ملاحظاته الختامية يشير المؤلف إلى أنه في عام 2000 احتدم نقاش حاد داخل المجتمع العلمي , حيث كتب (بيل جوي) أحد مؤسسي  (سن كومبيوترز) حذر فيه من ثلاثي التقنية المستقبلية وهي : الإنساليات , والهندسة الجينية , و التقنية النانوية , حيث أنها تعتبر مهددة للوجود البشري , فالإنساليات ربما تأخذ زمام القيادة من البشر ويصبح البشر تابعون لهم , بل وربما تفنيهم , والجراثيم المهندسة بيولوجيا قد تجد طريقها لخارج المختبرات وتفتك بالبشر .
-  بالنسبة للأنساليات النانونية ربما تهضم الكثير من المواد العادية حولنا وتخلق مواد جديدة تلتهم معظم الأرض  , وربما يمكنها إحداث تغيير بيئي مدمر للأرض ومن عليها .
- يقر جوي بأن تلك التقنيات ربما تخفف الكثير من عناء البشر وتحل الكثير من مشاكلهم المستعصية على المدى القصير , ولكن على المدى الطويل ربما ستصبح تهديدا وجوديا للبشر .
- يرى الكاتب أن تنبؤات جوي مبالغ فيها رغم أنه أيقض أسئلة أخلاقية ومعنوية واجتماعية لدى العلماء عن هذه التقنية , وفند مخاوفه ورد عليها بأن تهديد الإنساليات يمكن تلافيه بإجراءات مضادة ( كوضع شرائح لإيقافها في حال تجاوزها ما يُطلب منها , واعترف أن التهديد الأقرب واقعية يأتي من هروب الجراثيم , من المختبرات , ويمكن الحد من هذا الخطر عن طريق تكوين فرق استجابة سريعة لعزل الجرثومة وتحضي اللقاحات اللازمة ضده لمنع انتشاره .

-  ( تعليق لكاتب الملخص  , لا شك أن الموضوع متوقف على نوع الجرثومة وطريقة انتشارها وقوته وتأثيره , ومدى خطورتها وفتكها وكفاءة عمل فرق الاستجابة وضمان وجود لقاحات كافية وفي الوقت المناسب  ,,, وأخيرا النتائج المترتبة على تلك المعركة بين العلماء والجرثومة من خسائر ) .

- يتابع المؤلف في الختام تفنيد بعض مخاوف جوي , ومنها أن المجتمع سينقسم بعد تطور العمليات العقلية إلى أفراد يملكون الذكاء والثراء وأخرين يقبعون في مستويات من الجهل والفقر , وربما يخرجون أيضا من كونهم بشرا , ولكن المؤلف يستشهد بالواقع لتبديد هذه الصورة , مثل كون التقنيات الحديثة بدأت بين يدي الأثرياء فقط ثم انتشرت بعدها لكافة المستويات الاجتماعية , كالحاسبات والتلفاز والهواتف وغيرها .

  ( نحن نتذكر سعر الجوالات والأطباق الفضائية في أول ظهورها في المجتمع , وكيف أنها كانت ترفا لا نحلم به , وخلال سنوات قليلة أصبح حتى أطفال الطبقات البسيطة يملكون آي باد وأصبح انتشار لأطباق الفضائية أمرا عاديا ) .

- ( لكاتب الملخص ,,, ولكن لا أكاد أخفي أفكارا لدي تنتابني من أن الفارق بين المقارنتين بعيد جدا , فانتشار التقنيات البسيطة الغير مؤثرة في مصير وجودنا وطريقة حياتنا الجوهرية في التعامل معها قد يختلف تماما عن تلك التطورات التي حذر منها  "جوي " , فهنا نحن نتحدث عن إحداث تغيرات جوهرية في الدماغ البشري وخلق مجتمع من الإنساليات التي ربما لن تقبل التعامل مع الأغلبية الغبية من وجهة نظرها , وترى فيها عائقا كبيرا للتطور وربما ينبغي ازاحتها فهي تثقل كاهل المجتمع الجديد بتخلفها وحاجاتها اللانهائية , وربما ترى تلك الإنساليات أو الأدمغة النانونية المتحكمة في البشريين الجدد أنه يجب التخلص من تلك الأغلبية المعاقة ) .

 - ينبغي هنا أن نشير إلى أن إشارة الكاتب لاحقا نحو التهديد الرئيسي والحقيقي الذي يقتل الناس ليس التقنية وما تحمله من تطور , ولكنه أسلوب حياتنا المدلل الذي خلق مستويات قريبة من الوباء , مثل السمنة والسكري وأمراض القلب  والسرطان , والتي جلبناها بأنفسنا , هي حقيقة لاشك فيها , ولكن هذا لا يخفي المخاوف الحقيقية التي أشار إليها "جوي" والتي أتفق معه فيها كثيرا .
- وفعلا كما يقول المؤلف ساهمت التقنية كثيرا وخاصة (شبكة المعلومات) على تطور المجتمعات وسارعت بخروجها من الفقر الطاحن والتخلف والجهل إلى مدارات قريبة من روح الحضارة , وأصبحت البحوث والتجارب العلمية المعقدة وأخبار الاختراعات وتطور الطب والأدوية يخرج من معامل العلماء وجامعاتهم لتتلقفه أيدي الجميع وفي جميع أنحاء العالم عبر الشبكة المعلوماتية .

- ولكن الكاتب يعود ويناقض تفنيده لرؤية ( جوي ) , عندما يتحدث تحت موضوع ( الفلسفة وعلم الأعصاب ) فيقول :
  " عندما أتأمل أحيانا مصير العنصر البشري في المستقبل ، عليّ أن أتعامل مع احتمال
تدمير البشرية لذاتها . على الرغم من أن الانفجارات البركانية والزلازل الأرضية يمكن
أن تسبب دمار الجنس البشري ، فإن أسوأ مخاوفنا قد تنجم من كوارث يسببها
الإنسان ، كالحروب النووية أو الجراثيم المهندسة بيولوجيا.
- في ( معجزة الوعي )  , يتحدث الكاتب عن الدماغ كأكبر جسم معقد ومذهل ومدهش في الكون , ( دُهشت أكثر بأن هذا الشيء الواقف على كتفيك هو الجسم الأكثر تعقيدا في الكون , إنه الشيء الأغرب الذي اكتشفناه في الكون ) ، وصدق الله العظيم الذي قال : ( وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) .

- لابد أن أشير هنا أن مسألة ( الوعي ) التي قلنا عنها في حديث سابق عن نظرية الكم بأنه  في  يتحكم في مسار الإلكترون  ( حيث تتخذ شكل جسيم تارة وشكل الموجة تارة أخرى ) ,  يتكرر 
هنا في كتاب مستقبل العقل , فيقول المؤلف حرفيا :

   يدعي البعض أننا لن نفهم أبدا سر الوعي، بما أنه فوق مجال تقنيتنا المتواضعة في الحقيقة ، فالوعي بحسب رأيهم أكثر أساسية حتى من الذرات والجزيئات والعصبونات، وهو الذي يحدد   طبيعة الحقيقة نفسها بالنسبة إليهم فإن الوعي هو الوحدة الأساسية التي خُلق منها العالم     المادي 

- ( لكاتب الملخص ,,, ستظل الآراء التي تخفف من وطأة الخوف من المستقبل , والآراء التي تثير دافع الخوف متواجدان ويشيران نحو المستقبل بحقائق مجهولة , لأنها ترتبط في الأساس بما سيحد مستقبلا من تداعيات تلك التطورات الثلاثة السابقة وهي مجهولة نسبيا أيضا ) .
   - يقول العلماء أن البيانات الموجودة في المخ البشري تعادل كل البيانات الموجودة على شبكة الأنترنت في العالم أجمع !!!

 - العلم ومستقبل العلم مهما تطور ولو بعد ملايين السنين يقف عاجزا أمام هذه الآية التي تسبقهم دائما  ( هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ )
-  ( في رأيي ) أن الأبحاث ربما ستكتشف  وجود  سجلات كاملة لكل ما مريت به في حياتك منذ الولادة بالصوت
والصورة والإحساس باللون والرائحة ,
- وجدت في الكتاب ما يثبت وجهة نظري أن الأحلام عبارة عن تدفق لصور وأحداث قديمة وحديثة من منطقة معينة  في المخ ( الحصين ) أثناء النوم بشكل عشوائي .

أخيرا وباختصار وبكلمات بسيطة قالها مؤلف الكتاب لكل ما يريد الوصول إليه :


         ( عالم المستقبل سيكون عالم العقل  )

-  (  معضلة قطة شرودينغر )

   لا يخفى على من قرأ الكتاب التداخل الكبير بين الفيزياء ومستقبل العقل , فتطور أبحاث
   الدماغ والهندسة العكسية وفتح أسرار العصبونات كلها مرتبطة أساسا بتطور علوم الفيزياء    بل أن تحميل الدماغ على شريحة أو ما يعرف بتحميل خريطة الدماغ  على شعاع ليزر
   أسرع من الضوء هي عمليات فيزيائية أولا وأخيرا , ثم تأتي المشاكل الهندسية
   والمالية لاحقا .

- هناك تداخل عجيب في الكتاب بين حالة الألكترون في كونه شعاع أو جزيء وبين معضلة قطة شرودينغر وبين نظرية الأكوان المتعددة , وقد ترددت في محاولة تبسيطها لمن لم يدرس الفيزياء لسببين :

أولا  - لأني لم أدرس الفيزياء قط , وأخشى أن أسلك طريقا لا أعرف كيف أمشي فيه .
 ثانيا - لأنها صعبة فعلا على الفهم ربما حتى لمن درس الفيزياء , بدليل حيرت واختلاف علماء نالوا جائزة نوبل في الفيزياء في مكنوناتها .

ولكني قررت شرف المحاولة , فإن أخطأت فعذرا لمن أدرك الخطأ , وإن قاربت الصواب فالحمد لله , وهي أولا وأخيرا محاولات اجتهادية لا أكثر .

- نعيد التذكير بمدلولات كون الألكترون يتخذ صفة الشعاع وجسيم في أنٍ واحد , وربما علاقة ذلك بالأكوان المتعددة , فالألكترون في تجربة الشقين التي ذكرناها سابقا قد يتخذ صفة الشعاع (وحسب فهمي) تعني أكثر من حدث في نفس الوقت  , أو صفة جزيء ( يعني صفة حدث واحد فقط ) , وأن هذا التصرف يتوقف على ( وعينا به ) , وهنا (حسب اعتقادي ) أن فكرة الشعاع ترتبط بنظرية الأكوان المتعددة أي أكثر من كون في نفس اللحظة , ولكل كون أحداثه التي لا تشبه أحداث الكون الآخر , وصفة ( جسيم ) تعني الكون الذي نعيشه في هذه اللحظة .

- تعتبر معضلة قطة شرودينغر أنها إحدى أعظم المشاكل في العالم كله , والتي تتحدى تعريفنا للحقيقة نفسها كما قال المؤلف , وقد اتخذ حائزوا جائزة نوبل مواقف متباعدة منها .
- ورد في الكتاب هذا الوصف لتلك المعضلة :  في العام 1925 طرح شرودينغر معادلته الموجية الشهيرة، والتي تحمل اسمه ، وتعد إحدى أعظم المعادلات في التاريخ . حققت المعادلة شهرة 
فورية، ونال عليها جائزة نوبل للعام 1933.

- الغريب بالنسبة لنا أن التجربة ظاهريا للناس العاديين واضحة , ولكن الفيزيائيين قضوا قرن من الزمان يتداولون نتائجها ومنقسمون حولها , سأضع وصف التجربة كما فهمتها ( وربما لو قرأها غيري سيفهمها أفضل مني ) .

- وضع شرودينغر قطة في صندوق مغلق , مع قارورة غاز سام , ووضع في الصندوق كمية من اليورانيوم , وذرة اليورانيوم غير مستقرة وتصدر جزيءات يمكن اكتشافها بعداد غايغر , يطلق العداد مطرقة تسقط لتكسر الزجاج فينطلق الغاز السام فيقتل القطة , يدرك الفيزيائيون أن ذرة اليورانيوم توصف بموجة ( ربما يعني أن لها أكثر من حالة وليست جزيء له حالة واحدة ) , فربما اتخذت حالة موجة تحرك العداد , وربما اتخذت حالة عدم تحريك العداد , فهنا يرى العلماء أن كلا الموجتين واقع , موجة تحريك العداد ومن ثم كسر الزجاجة وموت القطة , وموجة عدم تحريك العداد وعدم كسر الزجاجة ثم عدم موت القطة , أي أن القطة ليست ميتة ولا حية , فالقطة لها عالَمان عالم هي فيه حية , وعالم هي فيه ميتة , ( نتذكر الأكوان المتعددة ) وهذا ما يُعرف بتفسير (إيفيريت)  , ولنا أن نفتح الصندوق فتتلاشى الموجتان وتبقى حالة واحدة نعرفها بعد فتحه فهي إما تكون ميتة أو تكون حية , هنا تقع حالة جسيم , أي الواقع الواحد المشاهد , لاحظ أن الفكرة ينظر إليها الفيزيائيين بطريقة مختلفة تماما عن نظرتنا فهم ينظرون لهذه المعضلة بمنظور فيزياء الكم والذي يصعب علينا الملاحظة من خلاله .

- ساق الكاتب مثالا بسيطا وسهلا لوصف حالة شجرة ( ما ) بطريقة الكم , فهذه الشجرة تعتقد أنها في الغابة فربما لها عدة حالات , فربما محروقة , وربما قطعت وتحولت لشتلات , وربما تحولت لنكاشات أو مقاعد , وربما تحولت لنجارة , هذه كصورة الألكترون في حالة كونه شعاع , ولكن لو ذهبت للغابة ووجدت الشجرة قائمة كما هي عندها تسقط كل الحالات السابقة وتبقى صورة واحدة للشجرة ( جزيء ) , هنا ربما تكون الصورة أبسط .

- ليس بغريب على رمز العبقرية آينشتاين أن يطرح سؤالا أورده المؤلف أذهلني , وهو كيف يتم التعايش بين عالم كمي يكون للحدث أكثر من صورة وبين عالم الإدراك الذي نراه حولنا ؟
- لو قرأت الكتاب ومررت على هذه الجملة : ( إن معضلات العالم الميكروي ) أي أن تكون ميتا وحيا
 في الوقت ذاته ، وأن تكون في مكانين منفصلين في الوقت ذاته ، وأن تختفي ثم تظهر في مكان آخر)   
 تعني تحديدا حالة الألكترون الذي يشكل ذراتنا وهو في حالة شعاع أي أن له اكثر من حالة .
- هناك مثال أورده المؤلف عن حامل جائزة نوبل (ستيفن واينبرغ ) جميل جدا يقول : أفترض أنك في غرفة تستمع للمذياع , يوجد حولك آلاف من الترددات الراديوية ولكن مذياعك موضوع على تردد واحد وهو الذي تستمع إليه , وهو يشير إلى شكل اللإلكترون في حالة كونه شعاع ولكننا نعيشه في حالة جزيء 

( مثال خرافي يوصف الحالة لمن يتعمق فيه ) .
- يقول الكاتب أن الدخول في أحد هذه العوالم المتوازية يسمى ( القفز الكوانتي ) , وهنا أتذكر في بحثي القديم الموجود عندي حاليا وأنا في المرحلة المتوسطة كتبت وبدقة  ( لتدخل الملائكة في عالمنا او ندخل في عالمهم ينبغي أن نقفز من خط زمننا إلى خط زمنهم أو العكس )  .

- كان الجواب هو : أن هناك جدارا يفصل بين عالمنا عن العالم الذري أو الكمي , أي أن أمام الجدار نعيش الإدراك السليم وخلفه تتحكم نظرية الكم في أحداثه بطريقة مختلفة 

, وهنا أضيف ( حسب اعتقادي أن هذا الجدار هو ما يطلق عليه العلماء ( الوعي ) .

قلنا سابقا في كلامنا حول نظرية الكم أن ( الوعي ) هو الحلقة الأخيرة في فهم الحقيقة , بل ويدعي بعض العلماء اننا لن نفهم أبدا سر (الوعي) , لأنه حسب رأيهم هو الذي يحدد طبيعة الحقيقة .

هذا والحمد لله رب العالمين

تعليقات